من أسوأ ما في الديمقراطية أنها تفترض أنني أريد أن أكون جزءاً من مجتمع
محدَّد الشروط والمواصفات. وأمّا العنصر الأكثر سوءاً فهو أنها تفترض أنّ
هناك من يمثّلني وأنني سأعطيه مهمّة العَبَث بشؤوني.
الديمقراطية من
حيث المبدأ هي أكثر المفاهيم تفاهةً وتضليلاً، ولذلك فليس من المستغرَب أن
يصبح هذا المصطلح "علكةً" تلوكها الأفواه ويذبح الناس بعضهم بعضاً من
أجلها.
أما الأكثر إثارةً للسخرية فهو أنّ كل البلدان التي أُريقت فيها
الدِّماء من أجل هذه الديمقراطية، بعتقد أصحابها حقّاً أنهم يحكمون
أنفسهم؛ فنراهم يذهبون متحمِّسين إلى صندوق الاقتراع، وكانّهم لا يلاحظون
انّ كلّ الواصلين إلى الحكم هم من فئة معيّنة من أصحاب الأموال والنفوذ
والارتباطات المتشعِّبة، و/أو خرّيجي معاهد وجامعات معروفة جداً ومختصّة
بتخريج القادة.
لا أحد يمثّلني. أنا أمثِّل نفسي؛ فأنا وُلِدت
فريداً من نوعي في هذا العالم كما وُلِد الجميع، ولا يجب أن أفترض أنه عليّ
أن أكون محكوماً. أحترم السُّلُطات الموجودة عندما تبقى تدافع عن الخير
وتواجه الشرّ. أما فيما عدا ذلك فأنا فردٌ أحد اختار ما يتسلّط عليّ من
قناعات ومفاهيم ومعارف وطرائق تفكير، أحدّدها بنفسي، وفق البصيرة الخاصة
التي انالها، وأعيش وِفقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق